في كلمة ملهمة خلال قمة Tech Island الدولية، قدّم الدكتور فارس العبود، المدير التنفيذي للعمليات في شركة LogiX، رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن السعودية باتت تمثّل بيئة مثالية لتطوير هذا القطاع الحيوي.
وتحت عنوان “السياسات، التطبيق، والتحديات: دروس من نشر وتوسيع الذكاء الاصطناعي في السعودية”, استعرض العبود الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة ضمن رؤية 2030 لبناء بنية تحتية متينة تُمكّن القطاعين العام والخاص من احتضان تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطويعها لخدمة الإنسان والمجتمع.
وأشار إلى أن الشباب السعودي الواعد، إلى جانب الكمّ الهائل من البيانات غير المستغلة، يشكّلان ركيزة قوية تُتيح للسعودية التميز في هذا المجال، مضيفًا أن المملكة لا تكتفي بتهيئة الداخل، بل تسعى لجذب كبار روّاد التقنية عالميًا، وهو ما تجلّى في الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض برفقة شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI.
وأعلن العبود عن إطلاق المملكة شركة HUMAIN، المختصة بالاستثمار الشامل في سلاسل الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن هذه الخطوة جاءت لتعزيز الاستقلال الرقمي، والتقليل من الاعتماد على الأنظمة المستوردة التي قد لا تتلاءم مع خصوصية المجتمع السعودي.
كما شدّد على ضرورة تطوير نماذج ذكاء اصطناعي محلية تتناسب مع البيئة الثقافية والمجتمعية في المملكة، مشيرًا إلى أن النموذج الغربي قد لا ينجح بالضرورة في بيئة كمدينة الرياض، ما يستدعي حلولًا مصممة وفق الخصوصية الوطنية.
وفي حديثه عن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، أشار إلى جهود هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) التي وضعت نظام تصنيف للشركات العاملة في المجال، مبنيًّا على مستويات الأمان وحماية بيانات المستخدم.
وفي ختام كلمته، شبّه الدكتور العبود الذكاء الاصطناعي بالكهرباء والاتصالات، مؤكدًا أنه لن يكون خيارًا تقنيًا بل ضرورة حتمية في حياة الإنسان، وسيمثل عنصرًا محوريًا في مستقبل المجتمعات.
بهذا الطرح المميز، جسّد الدكتور العبود صورة واضحة لعالم يتشكل بين يدي المملكة، حيث تتحول الأفكار إلى واقع، وتصبح السعودية نقطة التقاء الحاضر بالمستقبل.