في خطوة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتعزيز الابتكار الرقمي والتقنيات المتقدمة، أعلن وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، فيصل الإبراهيم في 17 فبراير 2025 عن استراتيجية المملكة للذكاء الاصطناعي التوليدي، التي تهدف إلى تسخير إمكانيات الذكاء الاصطناعي لدعم الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة.
كما عززت المملكة حضورها الدولي بإطلاق “إعلان الرياض” خلال منتدى حوكمة الإنترنت في ديسمبر 2024، والذي يهدف إلى تعزيز التعاون الرقمي وتطوير سياسات آمنة في هذا المجال.
استراتيجية المملكة تجاه الذكاء الاصطناعي التوليدي

ترتكز الاستراتيجية السعودية الجديدة للذكاء الاصطناعي التوليدي على ثلاثة محاور رئيسية:
1. الاستثمار الاستراتيجي والمالي في التقنية: تركز المملكة على توجيه الاستثمارات نحو تطوير البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، ودعم الشركات الناشئة والمبتكرة في هذا المجال، مما يعزز قدرتها التنافسية عالميًا.
2. المشاركة في سلسلة القيمة العالمية: تسعى السعودية إلى تعزيز دورها في الاقتصاد الرقمي العالمي، من خلال التعاون مع الشركات التقنية الكبرى والمؤسسات البحثية، لضمان الاستفادة المثلى من التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي.
3. الاستخدام المؤثر للذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاعين العام والخاص: تهدف المملكة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، مثل التعليم، والرعاية الصحية، والصناعة، والأمن السيبراني، بهدف تحسين جودة الحياة وتعزيز كفاءة القطاعات المختلفة.
إعلان الرياض: تعزيز التعاون الرقمي الدولي
في إطار جهودها لتعزيز دورها القيادي في المشهد الرقمي العالمي، أطلقت السعودية “إعلان الرياض” خلال منتدى حوكمة الإنترنت في ديسمبر 2024. ويهدف هذا الإعلان إلى:
تعزيز التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية.
تطوير سياسات آمنة ومسؤولة لضمان الاستخدام الأخلاقي والفعال للذكاء الاصطناعي.
إرساء أسس الابتكار والتقدم التقني من خلال الشراكات العالمية، التي تضمن استفادة جميع الدول من التحولات الرقمية بشكل عادل ومستدام.
رؤية مستقبلية طموحة
تعكس هذه المبادرات التزام المملكة برؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي رائد في مجال الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي. ومن المتوقع أن تسهم هذه الاستراتيجية في تعزيز مكانة السعودية كمحور رئيسي للابتكار التقني، ودعم الاقتصاد الوطني من خلال تطوير حلول ذكاء اصطناعي مبتكرة تخدم المجتمع المحلي والعالمي.
مع إعلان استراتيجيتها للذكاء الاصطناعي التوليدي وإطلاق “إعلان الرياض”، تواصل السعودية خطاها الواثقة نحو المستقبل الرقمي، مسخرة إمكانياتها لتحقيق قفزات نوعية في مجال التكنولوجيا الحديثة. ومن خلال الاستثمار في الابتكار وتعزيز التعاون الدولي، تؤكد المملكة التزامها بالريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوفير بيئة تقنية متقدمة وآمنة تدعم التنمية المستدامة على المستوى المحلي والعالمي.